أدت الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى فقدان العديد من الشباب في غزة لمستقبلهم الواعد. كان محمد البحري، 19 عاما، يحلم بأن يصبح طبيبا، لكنه فقد ساقه في هجوم بطائرة بدون طيار، وانتهت حياته الجامعية بشكل مفاجئ. اليوم، يجر جسده المصاب بصعوبة، محاولا البقاء على قيد الحياة وسط الدمار، بعدما دفنت الحرب أحلامه وآماله.
في مخيم للنازحين بغزة، يدير محمد البحري بسطة صغيرة. كونه الولد الوحيد في عائلته، يتحمل دائما عبء إعالة أسرته. خلال شهر فبراير الماضي، خرج محمد برفقة عدد من الشباب للبحث عن الطعام لعائلته، وبينما كانوا يتشاورون حول خطوتهم التالية، ظهرت طائرة بدون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي، وأطلقت صاروخا أصاب مكان تواجدهم بشكل مباشر. مات أحد أصدقائه على الفور، بينما أصيب محمد بجروح خطيرة.
ذلك الهجوم أدى إلى فقدان محمد ساقه اليمنى، لكن معاناته لم تنته عند هذا الحد. مع بداية شهر أكتوبر، كثف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في شمال غزة، وتلقى سكان منطقة بيت لاهيا التي كان يسكنها محمد منشورات تطالبهم بالإخلاء الفوري. لم يكن أمام محمد خيار سوى الامتثال، حيث بدأ رحلة الهروب رغم إصابته، متكئا على ساقه الوحيدة.
كان محمد طالبا متفوقا في المرحلة الثانوية، وحقق حلمه بالالتحاق بكلية الطب في العام الماضي. لكن، بعد شهر واحد فقط من بدء دراسته الجامعية، دمرت الحرب أحلامه، وغيرت مسار حياته إلى الأبد. اليوم، لم يعد قادرا على القيام بالأعمال الصعبة، ويعتمد على الدخل البسيط الذي يحققه من البسطة الصغيرة التي يديرها، لتأمين الحد الأدنى من احتياجات عائلته اليومية.
点击 阅读原文 了解更多精彩内容